إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
158876 مشاهدة
صلاة تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة

ودخل رجل يوم الجمعة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقال: صليت؛ قال: لا، قال: قم فصل ركعتين متفق عليه .



قوله: (ودخل رجل يوم الجمعة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقال: صليت؟ قال: لا قال: قم فصل ركعتين):
يعني: من دخل والإمام يخطب يأمره الإمام بأن يصلي ركعتين إذا جلس، فقد دخل رجل يوم الجمعة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقال: هل صليت يا فلان؟ قال: لا، قال: فقم فصل ركعتين فأفاد بأنه يصلي ولو في حال الخطبة، فدل على آكدية تحية المسجد.