إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
158323 مشاهدة
سجود الشكر

وكذلك إذا تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة سجد لله شكرا.
وحكم سجود الشكر كسجود التلاوة.


ثالثا: سجود الشكر
قوله: (وكذلك إذا تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة سجد لله شكرا، وحكم سجود الشكر كسجود التلاوة):
سجود الشكر هو سجدة واحدة، ويسن إطالتها، وتشرع إذا تحددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة، فيسجد لله شكرا.
وحكمها كسجود التلاوة سنة، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه خبر فتح بعض البلاد، أو انتصار بعض جيشه سجد لله شكرا، وثبت أنه لما بشر بدفع العذاب عن أمته سجد لله شكرا، ولما سأل ربه أعطاه نصف أمته من أهل الجنة سجد لله شكرا وأبو بكر لما جاءه خبر قتل مسيلمة سجد لله شكرا.
والمراد بالنعمة الظاهرة أي الواضحة أما جنس النعم المتجددة فإنها كثيرة وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [إبراهيم: 34] .