إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
الإسراع بالجنازة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن كانت غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم متن_ح> رسم> .
الإسراع بالجنازة رأس>
قوله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن كانت غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم متن_ح> رسم> .
حمل بعضهم الإسراع على سرعة السير، وقالوا: إنهم كانوا إذا حملوا الجنازة فإنهم يسرعون حتى كأنهم يخبون خبا أو يرملون رملا من سرعتهم، ولكن ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر عليه بجنازة وهي تمخض مخض الزق، فقال: رسم> أربعوا أو لا تسرعوا رسم> ومعنى: تمخض، أي: تضطرب وتتحرك كما يتحرك الزق وهو السقاء المنفوخ، فيكون هذا دليلا على أنه لا يسرع الإسراع الشديد، لأن ذلك قد يتعبهم ويرهقهم.
والصحيح أن قوله: رسم> أسرعوا بالجنازة متن_ح> رسم> المراد به التجهيز، أي: أسرعوا في تجهيزها ولا تتثاقلوا، ولا تتوانوا بها، رسم> فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه متن_ح> رسم> يعني: إذا كانت صالحة فإنكم تقدمونها إلى القبر، والقبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار فإن كانت صالحة فإنكم تقدمونها إلى تلك الروضة، التي ينال فيها كرامته وأول جزائه وثوابه.
رسم> وإن كانت غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم متن_ح> رسم> يعني: إذا كانت غير صالحة فإنكم تستريحون منها وتضعونها في تلك الحفرة، نسأل الله السلامة العافية.
وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: رسم> إذا وضعت الجنازة على السرير واحتملها الرجال على رقابهم، فإنها تصيح وتقول -إن كانت صالحة- قدموني قدموني، وإن كانت سوى ذلك قالت: يا ويلها أين تذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق متن_ح> رسم> فأفاد أن قوله: قدموني الإسراع في تقديمها إلى القبر.
وكذلك ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله متن_ح> رسم> أي: بعد موته يسمى جيفة؛ لأنه فارقته الروح، فلا تحبسوا جيفته، أي: جنازته بين ظهراني أهله؛ بل أسرعوا بها وادفعوها وادفنوها.
وكذلك ثبت قوله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: رسم> يا علي، ثلاث لا تؤخرهن: الصلاة إذا حضر وقتها، والجنازة إذا وجدت، والأيم إذا وجدت لها كفأ متن_ح> رسم> فذكر من جملة ذلك الجنازة، فإذا حضرت لا تؤخر.
مسألة>