إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شفاء العليل شرح منار السبيل
223370 مشاهدة
مقدمة للشيخ: عبد الله بن جبرين حفظه الله



أحمد الله وأشكره، وأُثني عليه وأستغفره، وأسأله رضاه وجزيل مثوبته، وأشهد أنه الإله الحق الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، أرسل الرسل، وأنزل الكُتب: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وختم الرسل بمحمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه- الذي هو أفضلهم وأشرفهم، وأنزل عليه القرآن العظيم، وهو أجل وأفضل كتبه المنزلة، وعمم رسالة هذا النبي الكريم إلى العرب والعجم، والأسود والأحمر، وكلفه أن يبلغ الناس ما نزل إليهم، فقام بالتبليغ أتم قيام، ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فهدى الله به الأمة المحمدية من الضلالة، وأرشدهم به من الغواية، وأخرجهم به من ظلمات الجهل والردى، إلى نور العلم والإيمان، وما قبضه إليه حتى بيَّن للناس كل ما يحتاجون إليه، فدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وحذرهم عن شر ما يعلمه لهم، فصلى الله وملائكته وجميع خلقه عليه، كما عرف بربه ودعا إليه، وعلى جميع صحابته وآله، وأتباعهم الذين نهجوا نهجهم واتبعوا هداهم، وسلم تسليما كثيرا.
وبعد.. فهذه مقدمة بين يدي هذا الكتاب الذي نقوم بشرحه، والذي سيتضح بنشره -إن شاء الله تعالى- ما قام به سلفنا الصالح من الجهد الكبير، الذي خدموا به العلم، ونفعوا به من بعدهم، كما ستتصور ذلك عند تفصيل محتويات الكتاب.
وهذه المقدمة تشتمل على تمهيد وخمسة مباحث:
تمهيد: في كمال الشريعة وحفظ مصادرها.

المبحث الأول: في الفقه في النصوص وتطبيق الأدلة على الوقائع.
المبحث الثاني: في منزلة الإمام أحمد بين الفقهاء والمحدثين.
المبحث الثالث: في تدوين فقه الإمام أحمد
المبحث الرابع: في عمل الفقهاء في توسعة المسائل.
المبحث الخامس: في حكم الاجتهاد والتقليد.
وهذا أوان الشروع في المقصود -وبالله المستعان-.