إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
شفاء العليل شرح منار السبيل
198704 مشاهدة
طرق تطهير الماء النجس

قوله: [فإن زال تغيره بنفسه: أو بإضافة طهور إليه، أو بنزح منه، ويبقى بعده كثير، طهر] أي عاد إلى طهوريته.


الشرح: بين المؤلف هنا طرق تطهير الماء النجس وهي ثلاث طرق: أحدها: أن يزول تغير هذا الماء النجس الكثير بنفسه، مثال هذا: أن يكون عندنا ماء يبلغ القلتين وهو نجس، ولكنه بعد يومين أو ثلاثة زالت نجاسته دون أن نضيف إليه شيئا، فإن هذا الماء يصبح طهورا؛ لأن الماء الكثير يقوى على تطهير غيره، فتطهير نفسه من باب أولى.
الطريقة الثانية: أن يضاف إليه ماء طهور كثير، لأننا لو أضفنا إليه ماء طهورا قليلا لتنجس بملاقاته للنجاسة. مثال ذلك: أن يكون عندنا إناء فيه ماء نجس يبلغ نصف قلة، فإذا أردنا تطهيره نضيف إليه ماء طهورا يبلغ القلتين حتى يتغير هذا الماء النجس وتزول نجاسته بالمكاثرة، فيبقى عندنا ماء طهور كثير يبلغ قلتين ونصف.
الطريقة الثالثة: أن ينزح من الماء النجاسة حتى يبقى بعده ماء طهور كثير، أي يبلغ قلتين فأكثر على اختيار المؤلف في حد الماء الكثير.
هذه هي طرق تطهير الماء النجس، والصواب في هذا أن يقال بأنه متى زال تغير النجس فإنه يطهر بأي وسيلة كانت، وسواء كان قليلا أم كثيرا.