الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شفاء العليل شرح منار السبيل
223095 مشاهدة
التطيب بالطيب

قوله: [و التطيب بالطيب ] لحديث أبي أيوب مرفوعا أربع من سنن المرسلين، الحياء والتعطر، والسواك، والنكاح رواه أحمد .


الشرح: وقد قال -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة وأفضله المسك لحديث هو أطيب الطيب رواه أبو داود وعن عائشة كان -أي النبي -صلى الله عليه وسلم-- يتطيب بذكارة الطيب المسك والعنبر وقال ابن القيم عن المسك (ملك أنواع الطيب، وأشرفها، وأطيبها، وهو الذي تضرب به الأمثال ويشبه به غيره ولا يشبه بغيره... ) ويستحب أن يتطيب الرجل بما ظهر ريحه وخفي لونه كبخور العنبر والعود، ويستحب للمرأة أن تتطيب في غير بيتها بما ظهر لونه وخفي ريحه كالورد والياسمين، لحديث طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه ولأنها ممنوعة في غير بيتها من إظهار الزينة، ومنها الطيب.