لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شفاء العليل شرح منار السبيل
223200 مشاهدة
قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

قوله: [وقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، مع رفع بصره إلى السماء بعد فراغه] لحديث عمر مرفوعا ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم: يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء رواه أحمد ومسلم وأبو داود ولأحمد وأبي داود في رواية من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع نظره إلى السماء فقال:... وساق الحديث .


الشرح: رفع البصر إلى السماء بعد الفراغ من الوضوء أخذه الفقهاء من حديث عمر الذي رواه أحمد وأبو داود ونصه من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء وقد ضعف بعض العلماء هذه الزيادة وهي ثم رفع بصره إلى السماء لأن في سندها رجلا مجهولا، وعلى تقدير صحة هذه الزيادة فإن الحكمة من رفع البصر إلى السماء بعد الوضوء أن المتوضئ يعتقد أن الله الذي هو في العلو هو الذي فرض عليه هذا الوضوء، أو تنبيها على أن العبد قد امتثل لأمر الله تعالى بالفعل وذكره بالقول، ولا ينبغي أن يبالغ الإنسان في هذا بل يكفي أن يرى ما يسمى بالسماء، وذلك بعد الانتهاء من وضوئه، فإذا كان في الحمام رفع بصره بعد خروجه منه، فإن كان في بيت مسقف رفع بصره أيضا امتثالا للحديث السابق.
ويقول بعد الوضوء ما ورد من الأذكار وأهمها ما جاء في حديث عمر الذي ذكره الشارح وهو قول أشهد أن لا إله إلا الله وحدث لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وقوله: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين وقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك لقوله -صلى الله عليه وسلم- من توضأ ففرغ من وضوئه فقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك طبع الله عليها بطابع ثم رفعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة والطابع هو الخاتم، أي يختم على هذا القول إلى يوم القيامة فلم يتطرق إليه بإبطال أو إحباط.