لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شفاء العليل شرح منار السبيل
234712 مشاهدة
ما يستحب له السواك

قوله: [ويتأكد عند وضوء وصلاة] لقوله -صلى الله عليه وسلم- لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة متفق عليه وفي رواية لأحمد لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء و للبخاري تعليقا عند كل وضوء .
[وانتباه من نوم، وعند تغير رائحة فم] لأن السواك شرع لإزالة الرائحة وقراءة: تطييبا للفم لئلا يتأذى الملك عند تلقي القراءة منه، وعن حذيفة كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك متفق عليه .
[وكذا عند دخول مسجد ومنزل] لما روى شريح بن هانئ قال: سألت عائشة بأي شيء كان يبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته، قالت: بالسواك رواه مسلم . والمسجد أولى من البيت.
[وإطالة سكوت، وصفرة أسنان] لأن ذلك مظنة تغير الفم.


الشرح: أي يتأكد السواك في هذه الحالات:
1- عند الوضوء لأنه سينظف فمه أثناء وضوئه فناسب أن يستعمل السواك لذلك، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء .
2- عند الصلاة أي قربها- سواء كانت صلاة فرض أم تطوع- للحديث السابق لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ولأنه سيقرأ القرآن فيها، وسوف يناجي ربه بأنواع الأذكار والدعوات فناسب أن ينظف فمه لأجل ذلك، وكلما قرب من الصلاة كان أفضل.
3- عند الانتباه من النوم؛ لأن النائم تتغير رائحة فمه بالصمت الكثير وبتواصل إقفاله، فناسب أن يتسوك حال قيامه من النوم لإزالة تلك الرائحة، ولحديث حذيفة كان -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فمه بالسواك ونوم النهار مثله لأن العلة فيهما- أي في نوم الليل والنهار- واحدة وهي تغير الفم بالنوم، فعلى هذا يتأكد السواك عند الانتباه مطلقة- سواء من نوم ليل أم نهار- ويشهد لهذا حديث عائشة - رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرقد ليلا ولا نهارا ثم يستيقظ إلا تسوك رواه أحمد .
4- عند تغير رائحة الفم لقوله -صلى الله عليه وسلم- السواك مطهرة للفم فكلما احتاج الفم إلى التطهير كان السواك متأكدا.
5- عند قراءة القرآن ليقرأه بفم طيب الرائحة؛ لئلا يؤذي الملائكة، وقد جاء عن علي مرفوعا إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك وقد ورد في الأثر أن الملك يضع فمه على فيّ القارئ عند قراءته للقرآن .
6- عند دخول البيت لحديث عائشة السابق أنه أحد كان يبدأ بالسواك عند دخوله البيت، ولعل العلة أن يكون طيب الرائحة حال مقابلة أهله، أو لأجل كسب الأجر بهذا العمل المسنون.
7- عند دخول المسجد قياسا على البيت- كما قال الشارح- ولعله لا يخلو من أداء صلاة فريضة أو نافلة فيكون داخلا في قوله -صلى الله عليه وسلم- لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة .
8- عند إطالة السكوت لأن كثرة السكوت تغير رائحة الفم، وإن لم يكن الإنسان نائما.
9- عند صفرة الأسنان لأنها مظنة- تغير الفم فناسب أن يبادرها بإزالة رائحتها لئلا تزداد فيشق عليه بعد ذلك التخلص منها؛ ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- السواك مطهرة للفم وأما حديث استاكوا لا تدخلوا علي قلحا فإنه ضعيف وقلحا جمع قلح وهو الذي على أسنانه قلح، وهو الصفرة والوسخ.