لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شفاء العليل شرح منار السبيل
217625 مشاهدة
سنن الغسل

قوله: [وسننه: الوضوء قبله. وإزالة ما لوثة من أذى، وإفراغه الماء على رأسه ثلاثة، وعلى بقية جسده ثلاثا، والتيامن، والموالاة، وإمرار اليد على الجسد، وإعادة غسل رجليه بمكان آخر] لحديث عائشة وميمونة في صفة غسله، -صلى الله عليه وسلم- متفق عليهما، وفي حديث ميمونة ثم تنحى فغسل قدميه رواه البخاري .


الشرح: ذكر المؤلف هنا صفة الغسل الكامل وهو المشتمل على المسنونات؛ لأن الغسل له صفتان: صفة إجزاء- وقد مضت- وصفة كمال، فما اشتمل على ما يجب فقط فهو الغسل المجزئ، وما اشتمل على الواجب والمسنون فهو الغسل الكامل، وهو أن ينوي ويسمي، ثم يغسل يديه ثلاثا لأنه يتناول بهما الماء، ثم يغسل ما لوثه من أثر الجنابة كالمني إذا انتثر عليه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة إلا رجليه، ثم يحثو على رأسه ثلاث حثيات من الماء ترويه، أي تصل إلى أصوله، لحديث عائشة -رضي الله عنها- ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته... ثم يعمم جميعه بدنه بالماء بادئا بجنبه الأيمن، لحديث عائشة -رضي الله عنها- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيامن في ترجله وتنعله وطهوره وفي شأنه كله ويدلك جسده بيده ليتيقن وصول الماء إلى جميع البدن، ثم يغسل رجليه في مكان آخر غير المكان الذي اغتسل فيه، لحديث ميمونة الذي ذكره الشارح ثم تنحى فغسل قدميه والذي يظهر أن الإنسان إذا كان يغتسل منتعلا، أو في مكان مبلط فإنه يغسل رجليه مع وضوئه السابق، ولا يؤخرهما إلى أن يفرغ من غسله، أما إذا كان يغتسل في مكان يجتمع فيه الماء ولا يذهب، أو مكان ملوث بالطين، ونحو ذلك، فإنه يؤخر غسل رجليه حتى يغسلهما في مكان آخر.
فالحاصل أن الغسل الكامل هو ما يشتمل على الواجب والمسنون، والسنة هي ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، فمن أتى بالسنن في غسله فقد أتى بالأفضل، واستوجب أجرا من الله، ومن تركها فلا إثم عليه ولا حرج.
وهذه السنن التي ذكرها المؤلف هي:
1- الوضوء قبل الغسل ليكون مقدمة له لحديث عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يفرغ يمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءه للصلاة.. .
2- إزالة ما لوثه من الأذى أي من بقايا المني ونحوه مما يقع على شيء من بدنه، لحديث عائشة السابق.
3- أن يفرغ الماء على رأسه ثلاثا ليبدأ به قبل غيره من أعضاء الجسد.
4- التيامن: فيبدأ بجانب جسده الأيمن قبل الأيسر.
5- الموالاة: وهي أن لا يفرق غسله بل يواليه، فيغسل جميع جسده في وقت واحد، فإن فرقه أجزأه مع خلاف الأولى.
6- إمرار اليد على الجسد لكي يضمن وصول الماء إلى جميع بدنه.
7- إعادة غسل رجليه في مكان آخر لحديث ميمونة وقد عرفنا الراجح في هذا.