شفاء العليل شرح منار السبيل
من آداب قضاء الحاجة تقديم القدم اليسرى في الدخول
قوله: [فصل: يسن لداخل الخلاء تقديم اليسرى رأس> ] لأنها لما خبث.
[وقول بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث[ لحديث علي اسم> مرفوعا: رسم> ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الخلاء أن يقول: بسم الله متن_ح> رسم> رواه ابن ماجه حديث> وعن أنس اسم> رسم> كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث متن_ح> رسم> رواه الجماعة حديث> .
[وإذا خرج قدم اليمنى] لأنها تقدم إلى الأماكن الطيبة.
[وقال: غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ] لحديث عائشة اسم> رسم> كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك متن_ح> رسم> حسنه الترمذي حديث> وعن أنس اسم> كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء يقول: رسم> الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني متن_ح> رسم> رواه ابن ماجه حديث> .
الشرح: القاعدة المتبعة أن اليمين تقدم في كل أمر شريف فاضل، وتؤخر الشمال، فتكون اليمين أولى بالسبق إلى المكان الفاضل.
فبيت الخلاء مكان قذر؛ فلذلك تقدم له الشمال، وتؤخر اليمين، وعند الخروج يبادر بتقديم اليمين وتأخير الشمال.
أما في المسجد فتقدم اليمين، وتؤخر الشمال، وهكذا البيت؛ لأن البيت أفضل من الأسواق، فإذا خرج من البيت قدم الشمال.
وقيل: بأن هذا التقديم هو من باب التفاؤل باليمين، وقيل: من باب التكريم.
هذا هو البحث الأول.
أما البحث الثاني فهو فيما يقول عند الدخول والخروج، فقد ذكر أنه قول عند دخوله الخلاء رأس> (بسم الله) ثم يستعيذ بالله من الخبث والخبائث، فالبسملة ستر ما بين الجن وعورات بني أدم كما وردها الحديث، وذلك لأن الحشوش وأماكن الأذى محتضرة، فقد ورد في الحديث: رسم> إن هذه الحشوش محتضرة متن_ح> رسم> يعني: تحضرها الشياطين؛ فلذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذكر اسم الله عند دخولها، كما أمر بالتستر.
وأما قوله: (الخبث والخبائث) ففيهما تفسيران: قيل بأن الخبث
هو الشر، والخبائث الأشرار.
وقيل بأن الخبث ذكران الجن، والخبائث إناثهم.
وعلى كل فالاستعاذة من ذلك مفيدة حيث أن المستعيذ يتحصن من الشرور؛ لأن الاستعاذة معناها التحفظ، فإذا قلنا: (أعوذ) فمعناها: أتحفظ، وألتجئ، وأعتصم، وأحتمي، وأستجير بالله من شرهم.
فالمستعيذ بالله كأنه يشعر من نفسه بالعجز والضعف، فهو بحاجة إلى ربه ليعينه على الحفظ من ذلك الشر، فكأنه يقول: إن الشياطين محدقون بي، ويحاولون الإضرار بي، وليس لي من يعيذني ويحفظني إلا الله، فأنا ألتجئ إليه، وأعتصم به، وأحتمي به ليعيذني ويقيني من شرهم.
و (الخبث) فيها روايتان:
1- بإسكان الباء (الخبث) وهو الشر، فالمعنى: أعوذ بالله من الشر .
2- (الخبث) بضم الباء، وهو جمع خبيث، وهو الشيطان، فالشياطين أهل الخبث، وكل منهم خبيث .
أما الدعاء عند الخروج فقد روي فيه حديثان: ففي حديث عائشة اسم> يقول: رسم> غفرانك متن_ح> رسم> وفي حديث أنس اسم> يقول: رسم> الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني متن_ح> رسم> وحديث أنس اسم> في إسناده عند ابن ماجه اسم> رجل ضعيف، لكن له شاهدا عند ابن السني اسم> وفي إسناده ضعفه أيضا، فلعل الفقهاء قبلوه لأجل الشاهد، فإنه يقويه.
ومناسبة الدعاء بغفرانك هو سؤال المغفرة، فكأن الداخل إلى الخلاء لما شعر ثقل الأذى الذي يحمله، ثم شعر بخفته بعد الخروج تذكر ثقل الذنب، فسأل الله غفران الذنوب، فكأنه يقول: أسألك يا رب التخفيف عني من الذنوب التي ثقلها يكون معنويا، وهو أشد.
وقيل: مناسبة ذلك تقصير الإنسان عن أداء حق النعم، فإن الله تعالي له نعم عظيمة على عباده، ومن بينها نعمة الأكل، والانتفاع به، ثم تسهيل خروجه من الإنسان.
وقد روي أن عليا اسم> كان يمسح بطنه إذا خرج من الخلاء رأس> ويقول: يالها من نعمة! وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم- عند الأكل: رسم> الحمد لله الذي أطعم، وسقى، وسوغه، وجعل له مخرجا متن_ح> رسم> فيكون سؤال المغفرة لأجل التقصير في حق هذه النعمة .
مسألة>