إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شفاء العليل شرح منار السبيل
234762 مشاهدة
ما يتسوك به

قوله: [يسن بعود رطب لا يتفتت] ولا يجرح الفم وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستاك بعود أراك قاله في الكافي .


الشرح: قوله: (بعود) يدخل فيه كل أجناس العيدان سواء كانت من جريد النخل، أو من عراجينها، أو من أغصان العنب، أو من غير ذلك، فهو جنس شامل لجميع الأعواد، ثم ذكر قيودا لمحرج بقية العيدان، فخرج بقوله (عود) التسوك بخرقة أو بالأصابع فإنه ليس بسنة، ولكن يجوز أن ينظف أسنانه بخرقة خشنة أو نحوها إذا عدم السواك، ولكن لا يكون ذلك سنة.
وقوله: (لا يتفتت) أي لا يتساقط، لأنه إذا تساقط ملأ الفم بالأذى، كعود الرمان والجريد ونحوها.
وقول الشارح: (لا يجرح الفم) أي لا يكون قاسيا، لأنه قد يضر اللثة ويجرح اللسان، ويسن أن يكون أيضا غير مضر فلا يستاك بأعواد الريحان وكل ما له رائحة طيبة لأنه يؤثر على رائحة الفم، لأن هذه الريح الطيبة تنقلب إلى ريح خبيثة.
ويسن أن يكون العود منقية يزيل وسخ الأسنان ورائحة الفم إذا دلك به، وأفضل ذلك الأراك بأن تتخذ عروقه سواكا لكونه لينا في الغالب، لذلك يمكن دلك الفم به.