الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الثاني)
290708 مشاهدة print word pdf
line-top
الصفات المعتبرة في القاضي

ممن له معرفة بالقضاء بمعرفة الأحكام الشرعية، وتطبيقها على الوقائع الجارية بين الناس.
وعليه أن يولي الأمثل فالأمثل في الصفات المعتبرة في القاضي.
ويتعين على من كان أهلاً، ولم يوجد غيره، ولم يشغله عما هو أهم منه.


قوله: (ممن له معرفة بالقضاء بمعرفة الأحكام الشرعية وتطبيقها على الوقائع الجارية بين الناس):
الواجب على الإمام أن ينصب القاضي الذي له معرفة بالأحكام الشرعية، أي: أدلتها، ويعرف كيفية تطبيقها والعمل بها.
والقضاة الذين لهم خبرة يعرفون الصادق بمجرد كلامه أو بمجرد رؤيته ولهم في ذلك وقائع عجيبة يتعجب منها، وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الذي سماه الطرق الحكمية عجائب من القضاة الذي تولوا القضاء، ومنهم علي -رضي الله عنه- له قصص واقعية ذكر بعضها.

وكذلك أيضا هناك كتاب اسمه (تاريخ القضاة) للقاضي ابن رفيع ترجم فيه للقضاة وذكر قضايا، وكذلك أيضًا هناك كتاب في ثلاثة مجلدات اسمه (أخبار القضاة) للقاضي وكيع.
فالحاصل أنهم بممارستهم القضاء وقفوا على عجائب وعرف بذلك ذكاؤهم وفطنتهم ومعرفتهم الصادق من الكاذب، ولكن لا بد من معرفة الأحكام الشرعية وتطبيقها على الوقائع الجارية بين الناس.
قوله: (وعليه أن يولي الأمثل فالأمثل في الصفات المعتبرة في القاضي):
يعني: على الإمام أن يولي الأحق بالقضاء ويشترطون في القاضي عدة صفات أساسية لا بد من توفرها فيه حتى يحق له القضاء.
أولا: صفات لازمة: فيشترطون مثلاً أن يكون رجلاً لا امرأة، وأن يكون مسلمًا، وأن يكون حرًّا، وأن يكون عاقلاً، وأن يكون بالغًا، وأن يكون عدلاً.
ويشترطون أيضًا الأمثل فالأمثل فيقدم مثلاً الذي يسمع على ثقيل السمع، والمبصر على فاقد البصر، والمتكلم على ثقيل الكلام، والعربي الفصيح، على الأعجمي غير الفصيح وما أشبه ذلك.
ويقدم العالم الجليل على المبتدئ أو على المتوسط، وكذلك أيضًا ينظر إلى أخلاق القاضي؛ فيقدم مثلاً. كثير الحلم وكثير التؤدة وكثير التوازن وتام العقل وتام المعرفة ولين الجانب وما أشبه ذلك.
ويصفونه بأنه لا بد أن يكون لينًا ولكن لا يكون معه ضعف، بحيث يطمع فيه الكاذب ونحوه، وأن يكون قويًا ولكن لا تكون قوته معها عنف بحيث ييأس صاحب الحق من حقه، وأشباه ذلك.
قوله: (ويتعين على من كان أهلا، ولم يوجد غيره، ولم يشغله عما هو أهم منه):
إذا لم يوجد لهذا العمل الجليل إلا أنت وأنت أهل لذلك، تعين ذلك عليك إذا كلفت من قبل الوالي العام بشرط أن لا يشغلك عما هو أهم منه، أي: لا يشغلك عن طلب العلم أو تعليمه مثلاً، أو لا يشغلك عن واجب كحق أهلك عليك وما أشبه ذلك.
فالحاصل أنه إذا لم يوجد إلا إنسان واحد كفء ولم يوجد غيره؛ لزمه الامتثال.

line-bottom