جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الثاني)
302221 مشاهدة print word pdf
line-top
المساقاة

فالمساقاة على الشجر: بأن يدفعها للعامل ويقوم عليها، بجزء مشاع معلوم من الثمرة.


ثالثا: المساقاة:
قوله: ( فالمساقاة على الشجر بأن يدفعها للعامل ويقوم عليها، بجزء مشاع معلوم من الثمرة):
صورة ذلك: أن يسلم له الشجر، ويقول: اسقه سنة، والنخل لا يحمل إلا كل سنة، وكذلك العنب والتوت والرمان وما أشبه ذلك، فيقول: اسقه ولك النصف أو الثلث أو الثلثان، فالعامل يقوم عليها ويسقيها وله جزء مشاع.

ومعنى مشاع، أي: شائع في الثمر كله، فلا يقول: لي ثمرة هذه النخلة ولك ثمرة هذه النخلة؛ لأنه ربما كانت هذه أكثر وهذه أقل، فلا بد أن يكون مشاعا معلوما من الثمرة.

line-bottom