الغش في البيع
وقال: من غشنا فليس منا رواه مسلم .
قوله: (وقال:
من غشنا فليس منا ):
هذا نهي من النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الغش، فقد
مر بصبرة من بر، قد عرضها صاحبها للبيع، فأدخل يده فيها فنالت بللا , أي: رطوبة، فقال: ما هذا يا صاحب الصبرة؟ فقال: أصابته السماء -أي: أن هذا من آثار المطر- فقال: هلا جعلته أعلاه -أي: اجعل هدا الرطب في أعلاه كي يراه الناس- من غشنا فليس منا فقد اعتبر إظهار الطيب من أعلى وإخفاء المعيب وجعله في الأسفل غشا؛ لأنه باع الرطب المبتل المعيب كأنه نظيف، فيكون هذا غشا.
وأنواع الغش كثيرة، فمنها: إخفاء المعيب أو خلطه بما لا يتميز معه؛ ففي اللحوم- مثلا- إدخال العظام والعصب فيما بينها، كذلك أيضا في القمح إدخال الشيء الذي فيه عيب في أسفلها، كذلك- مثلا- البن والهيل ونحوه إدخال الرديء في أسفلها، كذلك في الخضار ونحوه جعل الرديء في أسفل الأواني وجعل الجيد في أعلاها، فيعتبر هذا كله من الغش.