شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
245860 مشاهدة print word pdf
line-top
بيع دود القز

كدود القز؛ لأنه حيوان طاهر يقتنى لما يخرج منه وكبذره؛ لأنه ينتفع به في المآل.


دود القز دود صغير هذا الدود يخرج من ظهره مثل الأسلاك أسلاك دقيقة يعشش بها، فإذا بنى بها بيته تؤخذ هذه الأسلاك وتنسج حريرا، ويكون نسيجها من أحسن الأكسية قوية ولينة لينة الملمس هي الحرير الذي يسمى حريرا، الحرير مادته من هذا الدود دود يسمى دود القز، فحيث إنه يخرج من ظهره هذه الأسلاك وينتفع بها وينسج منها هذه الأكسية التي هي من أنفع وأغلى الأكسية والألبسة، جاز بيعه ولو كان من الحشرات حرام أكله؛ لأنه دود مثل الدود الذي يتولاه الخشب يتولد أو يتولد في قروح وما أشبهه هذا الدود معلوم أنه حرام أكله، ولكن لما كان ينتفع به أي بما يخرج منه من هذا القز، القز: هو الأسلاك أصبح مباحا، وهكذا بذره يعني بيضه؛ لأنه يفقس فيما بعد ويكون دودا، ويخرج منه من نسجه هذه الخيوط التي ينتفع بها كثيرا، والتي هي من أغلى ما يباع.

line-bottom