القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
254274 مشاهدة print word pdf
line-top
بيع دود القز

كدود القز؛ لأنه حيوان طاهر يقتنى لما يخرج منه وكبذره؛ لأنه ينتفع به في المآل.


دود القز دود صغير هذا الدود يخرج من ظهره مثل الأسلاك أسلاك دقيقة يعشش بها، فإذا بنى بها بيته تؤخذ هذه الأسلاك وتنسج حريرا، ويكون نسيجها من أحسن الأكسية قوية ولينة لينة الملمس هي الحرير الذي يسمى حريرا، الحرير مادته من هذا الدود دود يسمى دود القز، فحيث إنه يخرج من ظهره هذه الأسلاك وينتفع بها وينسج منها هذه الأكسية التي هي من أنفع وأغلى الأكسية والألبسة، جاز بيعه ولو كان من الحشرات حرام أكله؛ لأنه دود مثل الدود الذي يتولاه الخشب يتولد أو يتولد في قروح وما أشبهه هذا الدود معلوم أنه حرام أكله، ولكن لما كان ينتفع به أي بما يخرج منه من هذا القز، القز: هو الأسلاك أصبح مباحا، وهكذا بذره يعني بيضه؛ لأنه يفقس فيما بعد ويكون دودا، ويخرج منه من نسجه هذه الخيوط التي ينتفع بها كثيرا، والتي هي من أغلى ما يباع.

line-bottom