إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
177431 مشاهدة
بيع دود القز

كدود القز؛ لأنه حيوان طاهر يقتنى لما يخرج منه وكبذره؛ لأنه ينتفع به في المآل.


دود القز دود صغير هذا الدود يخرج من ظهره مثل الأسلاك أسلاك دقيقة يعشش بها، فإذا بنى بها بيته تؤخذ هذه الأسلاك وتنسج حريرا، ويكون نسيجها من أحسن الأكسية قوية ولينة لينة الملمس هي الحرير الذي يسمى حريرا، الحرير مادته من هذا الدود دود يسمى دود القز، فحيث إنه يخرج من ظهره هذه الأسلاك وينتفع بها وينسج منها هذه الأكسية التي هي من أنفع وأغلى الأكسية والألبسة، جاز بيعه ولو كان من الحشرات حرام أكله؛ لأنه دود مثل الدود الذي يتولاه الخشب يتولد أو يتولد في قروح وما أشبهه هذا الدود معلوم أنه حرام أكله، ولكن لما كان ينتفع به أي بما يخرج منه من هذا القز، القز: هو الأسلاك أصبح مباحا، وهكذا بذره يعني بيضه؛ لأنه يفقس فيما بعد ويكون دودا، ويخرج منه من نسجه هذه الخيوط التي ينتفع بها كثيرا، والتي هي من أغلى ما يباع.