الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
175717 مشاهدة
إذا تلف المبيع بتعد من آدمي

وإن أتلفه أي المبيع بكيل أو نحوه آدمي سواء كان هو البائع، أو أجنبيا خير مشتر بين فسخ البيع. ويرجع على بائع بما أخذ من ثمنه، وبين إمضاء،ومطالبة متلفه ببدله أي: بمثله إن كان مثليا، أو قيمته إن كان متقوما.


إذا أتلفه آدمي فيخير المشتري بين الفسخ، وبين مطالبة المتلف إذا كان مثلا هناك آدمي: ذبح الشاة مثلا، أو وطئها بسيارته قبل أن يطلبها المشتري، أو أحرق الطعام، أو أحرق الثياب، أو مزق الكتاب، قبل أن يقبضها المشتري. في هذه الحال إذا شاء المشتري قال: رد علي ثمني، تلف قبل أن أتسلمه، ردوا علي دراهمي ولكم أن تطالبوا هذا الذي أتلفه.
فإن رغب هو فله مطالبة المتلف؛ فيقول: أنت أيها المتلف أنت الذي اعتديت عليه، فأطالبك بأن ترد مثله إن كان مثليا، أو قيمته إن كان متقوما. المثلي هو المكيل، والموزون، ونحوه، الذي يعتبر بالكيل، أو بالوزن، أو بالعد، أو بالذرع هذا يسمى مثليا. فإذا كان المبيع مما يكال كالبر، والتمر، أو مما يوزن كاللحم، أو القطن، أو مما يعد عددا كالتفاح، والبيض، أو مما يذرع كالحبال، والأقمشة. فإن هذا له مثل، يقول: أعطني مثله أنت أحرقت هذا القماش الذي من نوع كذا وهو موجود، أطالبك بأن تحضر لي مثله سواء بثمنه أو بأكثر من ثمنه أو بأقل. لا أريد إلا القماش الذي أتلفته، أو التمر الذي أتلفته أو نحو ذلك. يسمى هذا مثليا. المكيل ونحوه يسمى مثليا.
وأما غير المثلي فيسمى متقوما. فإذا كان مثلا مما لا يوجد له مثل يعني مطابق؛ كبعير، أو ثور، أو كبش، أو علم أنه لا يوجد له ما يماثله بالمطابقة. وإن كان يوجد ما يقاربه فله المطالبة بقيمته. وكذلك إن كان المبيع عقارا كدار هدمها الإنسان اصطدم بها فهدمها، أو أحرقها. هذه متقومة فله أن يطالب بالقيمة بقيمتها، يطالب المتلف. ويمكن أن يطالبه بإعادة بنائها لأن ذلك مما يمكن. ففي هذه الحالة المشتري بالخيار.