اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
177497 مشاهدة
حرمة الربا بين المسلمين مطلقا

ويحرم الربا بين المسلمين مطلقا بدار إسلام أو حرب لما تقدم.


كذلك أيضا يحرم الربا بين المسلمين حتى في دار الحرب؛ دار الحرب يعني إذا كنا مثلا غزاة في بلاد بيننا وبين أهلها حرب فهل يبيح ذلك كوننا في بلادهم أن نتعامل معهم أو نتعامل بيننا بالربا؟ لا يبيح ذلك؛ لأن الأدلة عامة في أن الربا محرم وإذا كان محرما فليس لأحد أن يستحل ما حرم الله بهذه الشبهة، فكوننا في بلادهم لا نخرج بذلك عما أمرنا الله تعالى به، إنما الذي أباحه الله لنا أن نقاتلهم قتالا علنيا، فأما تعاملنا معهم فكأنه تعامل سلم فنتعامل معهم بالأمانة، وكذلك إذا تعاملنا في بلادهم فيما بيننا في بلاد الحرب فليس للمسلمين أن يتعاملوا بالربا حتى ولو كانوا بين الكفار المحاربين. نعم.