إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
302697 مشاهدة print word pdf
line-top
بيع المسك في فأرته والنوى في تمره

ولا يباع مسك في فأرته -أي الوعاء الذي يكون فيه- للجهالة، ولا نوى في تمره للجهالة.


المسك هو طِيب طَيب الرائحة ينبت في نوع من الظباء في سرته نوع من الظباء يخرج في سرته ورم ثم لا يزال يزيد ويكبر إلى أن يكبر في سرته ويتدلى كجلدة الخصية الكبيرة خصية الكبش ونحوها، ثم بعدما يكبر وينتهي يأتي إليه الصيادون ويطردونه مثلا قديما يطردونه على الخيل ومع اضطرابه ومع شدة سعيه تنفصل هذه العلبة هذه -كأنها علبة- وتسقط، فإذا سقطت أخذوها وهي في هذه الجراب يسمى فأرة الفأرة يعني الجراب وهو وعاؤه الذي عليه، فإذا شقوا هذا الوعاء وجدوه مسكا أزهر، مسكا طيبا، وطيبا من أحسن الأطياب.
فيقول الفقهاء: إن بيعه وهو في داخل غلافه ووعائه فيه شيء من الجهالة، فربما يكون فاسدا، وربما يكون صالحا والبائع يحسبه رخيصا، أو يحسبه فاسدا، فإذا باعه وهو بعدما يشقه وبعدما يطلع عليه المشتري ويعرف صلاحيته ورائحته وطيب عطره فعند ذلك يكون مُقدِما أو مُحْجِما.
فالحاصل أنهم قالوا أنه لا يباع وهو في داخل علبته حتى تفتح، ولكن هناك قول أنه يصح؛ وذلك لأنهم عادة يعرفونه بالوعاء، فإذا رأوا هذا الوعاء الذي هو ظرفه الذي هو فيه وشموه مثلا أو لمسوه عرفوا أنه طيب وصالح أو رديء أو متوسط نعم.
ولا نوى في تمر وصوف على ظهر، النوى هو حب التمر الذي في وسطه، يباع ويطبخ علفا للبقر والإبل بعد أن يرضح ويكسر ويطبخ فيكون علفا من أحسن الأعلاف. هذا النوى ما دام في التمر فإنه مجهول إذا قال مثلا: بعتك نوى هذا التمر، التمر الذي في كيس ما يدرى كم نواه هل يكون صاعا أو صاعين أو نصف صاع لا يدرى؛ فلا يباع النوى في داخل التمر حتى يفصل أما بيع التمر ولو كان فيه النوى فلا بأس؛ لأنه ضروري أنه سوف يشتري التمر وليس من العادة أنهم يخرجون النوى من التمر ويباع النوى وحده والتمر وحده نعم.

line-bottom