جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
175718 مشاهدة
شرط الأجود أو الأردأ في المسلم فيه

ولا يصح شرط المتعاقدين الأردأ أو الأجود؛ لأنه لا ينحصر؛ إذ ما من رديء أو جيد إلا ويحتمل وجود أردأ أو أجود منه.


فإذا كان أجود ما يكون أو أردأ الأنواع وأنزلها، لا يصح؛ لأنه لو -مثلًا- اجتهد وحصل على نوع جيد، وأمكن المشتري أن يجد أعلى منه، فهو يقول هذا ليس هو الأجود. الأجود عند فلان. ولو -مثلًا- أنه حصل على الأجود الذي عند فلان. فقد يقول المشتري أيضًا: هذا ليس الأجود قد يوجد عند فلان أجود أو عند فلان، وفلان. فيكون ذلك كله مسببا للنزاع، فلا جرم، اكتفي بأن يقول جيد أو رديء.
الرداءة- أيضًا- تختلف قد يقول: أردأ ما يكون من التمر، فيأتيه -مثلًا- بتمر مشوص، فيوجد ما هو أردأ منه؛ فلذلك اكتفى بجيد ورديء.
شرط عليك أنه جيد، شرط عليك أنه من الرديء، فيكون ذلك جائز من الجيد ومن الرديء. نعم.
بل يصح شرط جيد ورديء، ويجزئ ما يختلف عليه أنه جيد أو رديء، فينزل الوصف على أقل درجة.
إذا قال: جيد. يصدق على أقل درجة مما يشمله اسم جيد، وإذا قال: رديء كذلك يصدق على كل ما يصدق عليه أنه رديء.
ولكن لا يلزم أن يكون أجود شيء على ظهر الأرض، أردأ شيء على ظهر الأرض؛ هذا متعسر. نعم.