اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
198309 مشاهدة
السلم في ما يجمع أخلاطا

وما يجمع أخلاطا مقصودة غير متميزة كالغالية، والند، والمعاجين التي يتداوى بها، فلا يصح السَّلَم فيه لعدم انضباطه.


ما يجمع أخلاطا لا يصح السَّلَم فيه وهو الذي يصنع بالأيدي، أنواع من الطيب قالوا: إنها غالية. يعني يأخذون من المسك شيئا ومن الريحان شيئا -مثلًا- ومن دهن العود شيئا وما أشبه ذلك، ثم يجمعونها ويجعلونها -مثلًا- في غِرَاش، أو نحوه.
ومثله طيب يقال له: الند، ويسمى عنبر، هذا- أيضًا- يجمع أخلاطا، ولكن في هذه الأزمنة أصبح مضبوطا يجعل في أعواد، ويوقد في طرفه، ويكون له رائحة عطرة، يتطيب بها.
ومثله المعاجين تجمع- أيضًا- أخلاطا.
أدهان يتداوى بها، يجعلونها -مثلًا- في غِرَاش أو نحوه.
فالحاصل أن مثل هذه لما كانت مختلفة، تجمع أخلاطا،لم يجز السَّلَم فيها؛ لعدم انضباطها، لكن إذا أصبحت منضبطة، فإنه يصح السَّلَم فيها كما يصح- الآن- السَّلَم في العقاقير، وفي الأدوية التي ترد أو يستوردها الصيدليون.
وكذلك في الأدهان، ونحوها في دهن زيت الزيتون ينضبط بالصفة، وبالمقدار ويسلم فيه، وكذلك معجون الأسنان، ونحوه يصح السَّلَم فيه؛ لانضباطه وتحديده.
ومثله ما يسمى الشامبو، يرد في غِرَاش، ويصح السَّلَم فيه، ولو كان يجمع أخلاطا، لكنه أصبح متميزا، ومعروفا، وكذلك ما يسمى بالفِيكس؛ لأنه ولو كان يجمع أخلاطا، لكن أصبح محددا ومعروفا مقداره، أو ما يسمى بالوازلين، وكل هذه ولو كانت تصنع وتجمع أخلاطا، فالأصل أنها أصبحت مضبوطة، فلا بأس بالسَّلَم فيها.
.. ويمكن أنه الأربعاء من الشهر فيكون الخميس ..ما يمكن أنه ذو الحجة فيكون الجمعة فإذا صلى الجمعة .. في الجمعة .. العاشر ..يسمى الحادي عشر. نعم.