إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
175551 مشاهدة
علم الثمن بالمشاهدة

ويكفي علم الثمن بالمشاهدة كصبرة من دراهم أو فلوس، ووزن صنجة، وملء كيل مجهولين.


يقول: يكفي أن الثمن بالمشاهدة، فإذا كانت الدراهم مشاهدة؛ كومة دراهم دراهم قديمة كانت من الفضة، فالفضة في الدراهم معروفة صناعتها، فإذا قال مثلا: هذه الدراهم اشتريت منك هذا الكيس بمائة ريال من هذه الريالات الموجودة، عنده مثلا فئات: فئات الريالات وفئات الخمسة وفئات عشرة وفئات خمسين، وقابض لها بيده، فيقول: اشتريت منك بمائة من هذه الدراهم، وهو يشاهدها؛ أصبحت معروفة، وكذلك لو كانت من الفضة أو يجعلها معدنية وشاهدها وهي كومة كومة دراهم، فقال: بمائة ريال من هذه الدراهم المكومة، فمثل هذا أيضا ليس بمجهول؛ وذلك لأنها مشاهدة. أيش بعدها.