شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
286693 مشاهدة print word pdf
line-top
بيع المسك في فأرته والنوى في تمره

ولا يباع مسك في فأرته -أي الوعاء الذي يكون فيه- للجهالة، ولا نوى في تمره للجهالة.


المسك هو طِيب طَيب الرائحة ينبت في نوع من الظباء في سرته نوع من الظباء يخرج في سرته ورم ثم لا يزال يزيد ويكبر إلى أن يكبر في سرته ويتدلى كجلدة الخصية الكبيرة خصية الكبش ونحوها، ثم بعدما يكبر وينتهي يأتي إليه الصيادون ويطردونه مثلا قديما يطردونه على الخيل ومع اضطرابه ومع شدة سعيه تنفصل هذه العلبة هذه -كأنها علبة- وتسقط، فإذا سقطت أخذوها وهي في هذه الجراب يسمى فأرة الفأرة يعني الجراب وهو وعاؤه الذي عليه، فإذا شقوا هذا الوعاء وجدوه مسكا أزهر، مسكا طيبا، وطيبا من أحسن الأطياب.
فيقول الفقهاء: إن بيعه وهو في داخل غلافه ووعائه فيه شيء من الجهالة، فربما يكون فاسدا، وربما يكون صالحا والبائع يحسبه رخيصا، أو يحسبه فاسدا، فإذا باعه وهو بعدما يشقه وبعدما يطلع عليه المشتري ويعرف صلاحيته ورائحته وطيب عطره فعند ذلك يكون مُقدِما أو مُحْجِما.
فالحاصل أنهم قالوا أنه لا يباع وهو في داخل علبته حتى تفتح، ولكن هناك قول أنه يصح؛ وذلك لأنهم عادة يعرفونه بالوعاء، فإذا رأوا هذا الوعاء الذي هو ظرفه الذي هو فيه وشموه مثلا أو لمسوه عرفوا أنه طيب وصالح أو رديء أو متوسط نعم.
ولا نوى في تمر وصوف على ظهر، النوى هو حب التمر الذي في وسطه، يباع ويطبخ علفا للبقر والإبل بعد أن يرضح ويكسر ويطبخ فيكون علفا من أحسن الأعلاف. هذا النوى ما دام في التمر فإنه مجهول إذا قال مثلا: بعتك نوى هذا التمر، التمر الذي في كيس ما يدرى كم نواه هل يكون صاعا أو صاعين أو نصف صاع لا يدرى؛ فلا يباع النوى في داخل التمر حتى يفصل أما بيع التمر ولو كان فيه النوى فلا بأس؛ لأنه ضروري أنه سوف يشتري التمر وليس من العادة أنهم يخرجون النوى من التمر ويباع النوى وحده والتمر وحده نعم.

line-bottom