الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
286631 مشاهدة print word pdf
line-top
متى يسقط الخيار

يسقط بدخول وقتها.


يقول: إذا شرطاه إلى الغد، فيسقط بطلوع الفجر هو وقت إمساك الصائم؛ لأن كلمة غدا يعني اليوم الذي يلي هذا اليوم، وأوله بوقت إمساك الصائم، وإذا قال إلى الليل ينتهي بأوله، وأوله وقت إفطار الصائم. غروب الشمس يسقط بأوله. كلمة إلى لانتهاء الغاية، فلا يدخل ما بعدها، فلا يدخل الليل؛ لأن لو قلنا مثلا: لي الخيار إلى الليل. كلمة إلى لانتهاء الغاية، فلا يدخل الليل بل يكون نهايته أول الليل، أو كذلك إلى الغد لا يدخل الغد، بل يكون إلى أوله الذي هو طلوع الفجر.

إلى صلاة يسقط بدخولها.


إلى صلاة يسقط بدخولها. إذا قال مثلا: إلى صلاة العصر، يسقط بالأذان، إلى صلاة العشاء يسقط بدخول وقتها.

line-bottom