إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
205985 مشاهدة
كيف يحصل القبض

ويحصل قبض ما بيع بكيل بالكيل، أو بيع بوزن بالوزن، أو بيع بعد بالعد، أو بيع بذرع بذلك الذرع؛ لحديث عثمان يرفعه: إذا بعت فكل، وإذا ابتعت فاكتل رواه الإمام.


هكذا قالوا: يحصل قبض المكيل بالكيل مثل في التمر، والبر، والمائعات الأدهان، والألبان فهي تسمى مكيلات.، والحبوب كلها مطعومة أو غير مطعومة. الأصل فيها الكيل القهوة مثلا، الهيل، القرنفل، الزنجبيل، السكر، الشاهي، الحبة السوداء، حبة الشانيز، الرشاد، وما أشبهها. هذه كلها تكال فيحصل القبض بالكيل.
وما بيع بالوزن قبضه بالوزن مثل اللحم بجميع أنواعه، والحديد، والقطن، والأصواف، والزئبق، والأشياء التي ليست من جنس ما يكال قبضها بالوزن.
وما يباع بالعد مثل الخضار، والفواكه، التفاح، والبرتقال، والبيض، والقرع، والكمثرى، والخوخ. هذه الأصل أنها تباع بالعدد. وما يباع بالذرع مثل الأقمشة، والحبال، وما أشبهها. هذا الحديث إذا بعت فكل وإذا ابتعت فاكتل واطلب صاحب البيع أن يكيل لك. نعم.