إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
205921 مشاهدة
استقصاء صفات المسلم فيه

ولا يجب استقطاع كل صنف بالصفات؛ لأنه قد يتعذر، ولا ما لا يختلف به الثمن لعدم الاحتياج إليه.


ومن جملة ما يلزم ذكر ما يختلف به الثمن استقصاء الصفات التي يختلف بها الثمن فإذا كان -مثلًا- يختلف بقدمه أو نحوه، ذكر القدم أو الحداثة.
فعندنا -مثلًا- الأرز قد يفضل القديم، والتمر يفضل الجديد، والبر -أيضًا- يفضل الجديد، و..كانوا يسلمون- أيضًا- في نوع التمر. عبس التمر يفضلون القديم الذي بقي في ثمره، وتشربه طوال العام، فكانوا يشترونه علفا لدوابهم.
كل ذلك مما يختلف به الثمن، فلا بد أن يذكر حداثته، وقدمه، وقصره، وطوله وجدته مثلا .. واستعماله.
هل استعمل؟ أو لم يستعمل؟ وفي أي شيء استعمل؟
ونوع الاستعمال. كل وصف يختلف به الثمن ظاهرا، وحداثته، وقدمه.
فإذا استقصى الصفات، وضبطها، فإن السَّلَم يصح.
السَّلَم ..عليه معلوم- أيضًا- أن الثمن يختلف لاختلاف السلع. السلع تدل عليها أثمانها... وهذا يتسامح فيه إذا كان متقاربا .. لهم حق إذا اتفقوا على لون قالوا ..الألوان قد يكون اختلاف الثمن فيها مثل الحيوانات مثل الغنم يقع فيها ما هو -مثلًا- مشرب ببياض، أو أبيض خالص، أو أبيض الأكارع، والرأس، أو أبيض البطن- مثلًا- فمثل هذا لا يختلف في الثمن، وكذلك السيارات، والألوان إن كان من بعض الناس يرغب نوعا من الألوان. نعم.