إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
275137 مشاهدة print word pdf
line-top
القول للمشتري في تخصيص المبيع

...............................................................................


وقول مشتر في عين معين بعقد. التعيين هو تخصيص المبيع. تخصيصه بأن وقع البيع على شيء معين بعقد، ولا يجوز إبداله. فمثلا إذا أتيت إلى بائع. إذا أتيت إلى من يبيع السلع كالمعلبات مثلا أو الكراتين أو الأسطال. عنده أسطال مثلا فيها فواكه أو فيها خضار أو عنده أكوام من البطيخ أو نحوه، أو عنده أواني مليئة بهذه المبيعات. في هذه الحال اشتريت منه سلعة بعينها، فقلت: اشتريت منك هذا الكرتون بعينه أو هذا الكوم بعينه، ولا أريد غيره، ثم إنه اهتبل غفلتك وأعطاك غيره لما أنك غفلت عنه. أعطاك غيره، وذهبت به فوجدته متغيرا عن ما كنت تظن، فلك أن تحلف أنك ما أعطيتني العين التي اشتريتها وطلبتها، بل غيرته لي. أنا الذي عينته وقلت: أريد منك هذا الكوم أو هذه الصبرة بعينها، أو هذا الكرتون مثلا بعينه أو هذا الصندوق بعينه لا أريد إلا هو، ولكن لما حملته في سيارتي وجدته مختلفا. وجدته ليس هو الذي طلبته، فقال البائع: بل هو الذي أنت طلبته والذي خصصته والذي أشرت إليه، فأنكر ذلك البائع، فيحلف المشتري. أن يحلف المشتري أنه ليس المبيع. ليس هو السلعة التي أنا طلبتها، وأنك غيرتها أيها البائع.
قد يفعل ذلك بعض الباعة على وجه الاحتيال. عندما يأتي إليه الإنسان، ثم يطلب شراء هذه الكرتون، أو هذا الصندوق من الخضرة مثلا، أو من الفاكهة أو نحو ذلك، أو هذا الكوم ولا يريد غيره، ثم إذا تغافلوه بدلوه له بغيره. غيروا أو غيبوا ذلك الذي عينه وطلبه، وجعلوا مكانه أقل منه منفعة، ففي هذه الحال يعتبر هذا خداعا وغشا من البائع. فللمشتري أن يحلف أنه ليس هو الذي طلبته، وأنك بدلته. وإذا حلف، فله رده وأخذ ثمنه، أو له أن يعطيه ما يرضيه بدله. نعم.

line-bottom